أربع خصوم يعلمونك النجاح

لا تخلو الحياة من المضايقات، لذا يجد المرء نفسَه مُجبراً لأن يتحمل المزعجين في وسطه العائلي، ومقرّ عمله، بل وأينما اضطرته الحياة لأن يُنشئ علاقات اجتماعية.

على عكس الأشياء المُريعة التي يُمكنك التخلّص منها، حذاء مزعج أو أريكة غير مريحة، فإن بعض الأشخاص لا يمكن التبرع بهم لجمعيات النوايا الحسنة. عليك أن تواصل الحياة معهم، إما بالعيش في عزلة أو استثمار خصوماتهم ومضايقاتهم كوسيلة لمعرفة الذات وتقويم النفس. كيف ذلك؟ هذا ما تقترحه الاستشارية ديدري كومبس في مؤَلفها ( أسوأ عدو أفضل معلم).

العدو ببساطة ليس صديقا، لأنه شخص يعارض مصالحك ومقاصدك. لكن يمكن الاستفادة منه، والنظر إليه كوسيلة تمنحنا الفرص وتساعد على تقييم ذواتنا وتغييرنا. فعندما تواجه في الحياة خصوما فهي فرصة سانحة لتزكية الصبر والتسامح، وبذلك يصبح الخصم معلما روحيا لنا.

ينبغي بداية أن تحدد نوع العدو الذي تواجهه. وهنا تضع ديدري قائمة بأربعة أصناف تهدد وجودك:

  • الخصم المادي

يسبب لك الإرهاق الجسدي و المادي. يُهدد مواردك بالخسارة، ويُعرض سلامتك الجسدية للضرر. هذا الصنف لا يُمكن القضاء عليه لأننا بذلك نهدد النظام بأكمله. يُمكن في المقابل بحث السبل الممكنة للتعايش معه، ومحاولة معرفته وفهمه ودراسة بيئته، فهي التكتيك الأنسب للتخفيف من وطأة العيش معه.

  • الخصم الوجداني

يسبب لك آلاما عاطفية ويجرح مشاعرك. يهدد الأشياء المحببة لديك ويفكك العلاقات. ومواجهته تبدأ بتطوير سبل التآلف مع انفعالاتنا كمهارة قوية في الصراع.

  • الخصم الإبداعي

يسلبك حريتك في التعبير ويسعى لخلق الشك و الإحباط إزاء مبادراتك. يحد من قدرتك لتصبح شخصا فريدا. وأنسب الطرق للتغلب عليه هي مواصلة طرح أفكارك بطرق إبداعية تحُد من تصلبه. قد لا نجني الثمار المرجوة في القريب لكن من المفيد أن يكون لأحفادنا نصيب!

  • الخصم الفكري

يهدد معتقداتك ونظرتك للعالم، ويستهدف المعرفة و الأفكار ليهز ثقتك في معايير الصواب و الخطأ لديك، مما يؤثر على هويتك الشخصية وفهمك لذاتك.

يمنحنا هؤلاء الخصوم هِبات أربع تُصبح بعد استثمارها على نحو جيد، من مكونات النجاح:

  1. الوضوح :فخصمك يُنبهك إلى ذاتك وقدراتك، وما أنت على استعداد لأن تفعله وتدافع عنه. إنه يجعل أولوياتك ورؤاك واضحة.
  2. الارتباط: خصمك يعمق فهمك للعلاقات ويعزز ارتباطاتك. يهيئ لك استعدادا جيدا للانفتاح ومواجهة العالم.
  3. القوة: مواجهة خصمك تزيد من قوتك، وتدفعك للبحث عن أفضل الطرق والأساليب لمواجهة ما تتعرض له، وبالتالي فهو يكشف ثروتك الداخلية ويوقظ العملاق الذي يسكنك!
  4. السلام الداخلي: هناك أوقات تصبح فيها أسوأ الأشياء هي أفضلها على الإطلاق، والفضل في ذلك لخصمك الذي يتيح لك بلوغ السلام الداخلي ومواجهة ما كنت تؤجله أو تخشى الاقتراب منه!

_تستعرض ديدري قصصا ومواقف طريفة. وتُمدك بمنهجية ذكية لجرد أعدائك المحتملين، وتحديد درجة التهديد ثم استثماره في تصحيح ذاتك ومفاهيمك، وإيقاظ القوى المثمرة التي ترفع من وتيرة عطائك.

إن العدو الذي لا يكلّ هو أحد مكونات النجاح!

حقوق الصورة البارزة